- وها هي منشفة اليدين. أعتقد أني وضعت كل ما يلزمني في هذه الحقيبة.
- صباح الخير يا صبا. ما هذا النشاط؟ طبعًا، رحلة التخييم جعلتك تستيقظين وحدك باكراً
- آآه يا أمي، كم أنا متشوقة للتجول في الغابة واستكشافها.
- هذا واضح جداً
خرجت الأم من الغرفة وهي تقول ضاحكة:
"العالمة الصغيرة ستقوم برحلة مثيرة".
توجهت صبا نحو النافذة وفتحتها، ورفعت ذراعيها فداعب نسيم الصباح خصلات شعرها، صاحت بفرح:
- أنا قادمة أيتها الغابة.
فطارت العصافير التي كانت تحط على الشجرة المجاورة، وكأنها تريد أن تسبقها نحو الغابة.
ركبت صبا حافلة المدرسة بجوار صديقتها المقربة هبة، ولم تشعر بالوقت الطويل الذي استغرقه الطريق، فعندما تبدأ الحديث مع هبة يمر كل شيء بسرعة.
وصلت الحافلة إلى الغابة ونزل الجميع، تسمّرت صبا في مكانها وهي تنظر في أرجاء الغابة مدهوشة من جمالها وغناها.
"يا إلهي!"
لأول مرة تشعر صبا أنها كائن صغير جداً.
ورددت في نفسها: "لماذا لا نعيش في هذه الغابات بدل الأبنية والشوارع المملة؟ هذه هي الطبيعة الحقيقية، وليس ما يسمّى بالحدائق التي نذهب إليها في المراكز التجارية".
وللحظة تهيّأ لها أنها داخل حلم من أحلام المغامرات التي كانت تراودها، ولم تستيقظ إلا على صوت المشرف وهو يدعوهم لنصب الخيام وترتيب حاجياتهم داخلها، وأكد على موعد اجتماعهم، بعد نصف ساعة تمامًا في ساحة المخيم.
مرت نصف الساعة وجلس الجميع على شكل مربع مفتوح، يتوسطه المشرف الذي بدأ يتحدث عن أهمية رحلات التخييم، وبأنها فرصة ليعتمد الأطفال على أنفسهم ويتعلموا معنى التعاون، ويكتشفوا الطبيعة من حولهم.
كانت صبا تتوق جداُ لآخر جزء من حديث المشرف، اسكتشاف الغابة، نعم، فكم وكم من الألغاز والأحاجي التي تخبئها هذه الغابة الكبيرة في أرجائها، وتحت ترابها، وداخل جذوع أشجارها.
أنهى المشرف الاجتماع وأسند المهمة الأولى للأشبال:
"هيا.
عليكم جمع أعواد الخشب لإشعال النار وإعداد الطعام. ولاتنسوا التقيد بالتعليمات والقوانين الكشفية التي تعلمناها سابقًا، والآن إلى العمل".
تناولت صبا وعاءً لملء الأعواد ثم قفزت نحو هبة وسحبتها من يدها لتدخلا مجاهيل تلك الغابة العتيقة الغامضة:
"لا تركضي يا صبا، أريد أن ألتقط بعض الصور لهذه المناظر والأماكن الساحرة".
- لا وقت لدينا الآن، ستجدين ما هو أجمل داخل الغابة لتصوريه.